استقرت أسعار البيتكوين خلال تعاملات الخميس بالقرب من مستوى 109 آلاف دولار، وسط حالة من الحذر تسود الأسواق مع عودة المخاوف بشأن اندلاع حرب تجارية جديدة بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى فتور شهية المخاطرة تجاه العملات المشفرة.
ورغم التحركات الطفيفة، لا تزال أكبر عملة رقمية في العالم تحتفظ بمعظم خسائرها الأخيرة بعد موجة بيع حادة مطلع أكتوبر محَت نحو 500 مليار دولار من القيمة السوقية للسوق. وتتحرك البيتكوين منذ بداية الشهر في نطاق ضيق بين 100 و110 آلاف دولار، في ظل عزوف المتداولين عن الأصول عالية المخاطر.
حتى الساعة 10:06 صباحًا بتوقيت السعودية، ارتفع البيتكوين بنسبة 0.8% إلى 108,918 دولارًا، بعدما لامس في وقت سابق من الشهر أدنى مستوى قرب 103 آلاف دولار.
التوترات التجارية تشعل القلق في الأسواق
عاد التوتر بين واشنطن وبكين إلى الواجهة بعد تقارير تشير إلى أن الإدارة الأمريكية تدرس فرض قيود جديدة على الصادرات المدعومة بالبرمجيات إلى الصين، ردًا على إجراءات بكين الأخيرة بشأن المعادن النادرة. هذه التطورات أعادت المخاوف من تصعيد تجاري جديد بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
ورغم أن النزاعات التجارية لا تمس قطاع الكريبتو مباشرة، فإنها تضغط بقوة على معنويات المستثمرين وتدفعهم نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب، بينما يفضل آخرون الأسهم التكنولوجية على العملات الرقمية.
البيتكوين يتراجع خلف ناسداك.. و”أكتوبر الصاعد” يتلاشى
شهدت العملة الرقمية الأولى أداءً باهتًا مقارنة بمؤشر ناسداك المركب، الذي استفاد من موجة التفاؤل حول الذكاء الاصطناعي. بذلك، فقد البيتكوين نحو 5% من قيمته منذ بداية أكتوبر، مقابل ارتفاع 10% خلال الشهر نفسه من عام 2024، مما أحبط الآمال بعودة “أكتوبر الصاعد” التاريخي في سوق الكريبتو.
وزادت الضغوط بعد أن كشف تقرير حديث عن قيام أحد كبار المستثمرين باتخاذ مراكز بيع على البيتكوين، وهو نفس المستثمر الذي راهن ضد العملة قبل انهيارها الأخير.
العملات البديلة تسير على النهج نفسه
لم تكن العملات البديلة أفضل حالًا، إذ تباين أداؤها بين الثبات والتراجع. واستقر الإيثر عند 3,855 دولارًا، بينما حققت BNB أداءً لافتًا بارتفاع 3.1% إلى 1,103 دولارًا. وسجلت كل من XRP وسولانا وكاردانو مكاسب طفيفة، في حين ارتفعت دوجكوين بنسبة 1% وتراجعت TRUMP بنسبة 0.4%.
مع تصاعد التوترات الجيوسياسية والضبابية الاقتصادية، يبدو أن سوق العملات المشفرة يدخل مرحلة ترقب حذرة بانتظار مؤشرات أو محفزات جديدة تعيد إليه الزخم المفقود.