تراجعت أسعار النفط الخام في تعاملات جلسة نيويورك لليوم الجمعة، بعد صدور وسط جولة ضعيفة من البيانات الاقتصادية وشعور بعدم المبالاة تجاه حزمة الرئيس المنتخب جو بايدن. كما أدى الافتتاح الباهت لموسم أرباح الربع الرابع إلى إبقاء الشعور العام تجاه الأصول الخطرة على الجانب الضعيف.
وعند الساعة 11:10 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:10 مساءً بتوقيت جرينتش)، سقطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، العقد الرئيسي بين أنواع النفط الأمريكية، بنسبة 3.1٪، لتتداول عند 51.91 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لنفط برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد انخفضت بنسبة 3٪ لتتداول عند 54.74 دولار للبرميل.
كما انخفضت أسعار عقود البنزين الآجلة بنسبة 1.8٪، لتتداول عند 1.5265 دولار للغالون، بعد ان كانت قد سجلت أعلى سعر لها في 11 شهراً في وقت سابق من هذا الأسبوع عند 1.5766.
وفي وقت سابق، أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية أن مبيعات التجزئة قد سجلت الانخفاض الشهري الثاني على التوالي مما يؤكد فقدان الاقتصاد الأمريكي للزخم.
فلقد انخفضت المبيعات بنسبة 0.7٪ في ديسمبر، مما سلط الضوء على تحديات المدى القصير المتمثلة في السيطرة على الوباء. وتصاعدت المخاوف بشأن البطء في نشر اللقاحات، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها المفتاح لاستعادة الحياة الطبيعية، وسط تقارير واسعة النطاق عن مشاكل إدارية في عملية التطعيم، في دول مثل فرنسا وبولندا، وشكوك عامة. وتأججت هذه المخاوف اليوم الجمعة بعد أن أعلنت شركة فايزر (NYSE:PFE) وشريكتها بيو إن تيك أن تسليم لقاحهما المشترك للدول الأوروبية سيتأخر خلال الشهر المقبل، بسبب إجراءات توسيع طاقتها الإنتاجية.
وتأتي هذه الأخبار على خلفية منحنيات العدوى التي بدأت للتو في الاعتدال في الولايات المتحدة، والذي لا يزال في المراحل الأولى من التراجع في أوروبا. وأظهرت بيانات التنقل الخاصة بجوجل (NASDAQ:GOOGL) لمعظم الدول الغربية الكبيرة، انخفاضاً بشكل واضح في التنقل منذ بداية العام، وأي علامات أخرى على تمديد الإغلاق ستهدد “تداولات التحفيز” التي ساهمت في توقع انتعاش اقتصادي قوي ومبكر لهذا العام.
كما تزايدت المخاوف بشأن توقعات الطلب الصيني، والذي كان أحد النقاط المضيئة القليلة في سوق النفط العالمي الضعيف الذي لا يزال بحاجة إلى خفض انتاج بملايين البراميل حتى يستعيد توازنه. وكانت الصين قد فرضت إجراءات الإغلاق على حوالي 30 مليون شخص هذا الأسبوع من أجل احتواء التفشي الجديد للفايروس في البلاد، في منطقة (هايبي) القريبة من بكين. وقد يمتد الإغلاق إلى بكين نفسها، وهو ما سيكون له تأثيرات أكبر بكثير على طلب الوقود في البلاد.
وأشارت تقارير إخبارية إلى أن الأسعار تتعرض لضغوط بسبب التحوط من قبل منتجي النفط الأمريكيين، في محاولة للحفاظ على مستويات الأسعار الحالية حتى وقت لاحق من العام، في ظل خوفهم من تكرار تقلبات العام الماضي. لكن في الوقت الحالي، يمنع التعاون بين روسيا ومنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) أي عودة لمثل هذا التقلب.
ورغم ذلك لم تحصل المعنويات على أي مساعدة من تقرير لرويترز، تم نشره اليوم الجمعة، يشير إلى أن روسيا قد زادت إنتاجها بمتوسط 150 ألف برميل يومياً منذ بداية الشهر وحتى الآن. وهذا أكثر بحوالي 20٪ مما تم التعاقد عليه في اتفاقية أوبك+ في ديسمبر الماضي. ويبدو أن هذه الأخبار تزيد من خطر رد فعل سعودي عنيف، ضد الكرت الأبيض الممنوح لروسيا، في المرة القادمة التي يتم فيها مراجعة سياسة إنتاج المجموعة التي تضم 23 دولة