ارتفعت أسعار النفط العالمية خلال تعاملات الخميس 4 ديسمبر/كانون الأول 2025، لتسجل مكاسب ثانية متتالية، مدفوعة أساساً بتصاعد المخاوف المتعلقة بتعطيل تدفقات الإمدادات وسط استمرار التصعيد العسكري.
مستويات الأسعار الرئيسية (حتى الساعة 09:32 بتوقيت مكة):
- خام برنت (عقود فبراير 2026 الآجلة): ارتفع بنسبة 0.57% ليصل إلى 63.03 دولاراً للبرميل.
- خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (عقود يناير 2026 الآجلة): ارتفع بنسبة 0.71% ليصل إلى 59.36 دولاراً للبرميل.
- مخاطر العرض الجيوسياسية كمحرك أساسي:
- يشكل استهداف البنية التحتية النفطية الروسية – مثل الهجمات المتكررة على خط أنابيب دروجبا الحيوي – مصدراً رئيسياً لـ علاوة المخاطر المضمنة في السعر. رغم تصريحات بعض المشغلين باستمرار التدفقات، فإن الاستمرار المحتمل لهذه الهجمات يخلق حالة من عدم اليقين المستمر بشأن إمدادات النفط الروسي إلى الأسواق الأوروبية والعالمية.
- تحولت الهجمات – وفقاً لتحليلات شركة “كبلر” الاستشارية – إلى مرحلة أكثر تنسيقاً واستدامة تستهدف بشكل استراتيجي قدرات التكرير، مما يهدد الأصول الإنتاجية طويلة الأمد وليس فقط التدفقات الفورية، وهو ما قد يضغط على المخزونات العالمية ويؤثر على أسعار المنتجات المكررة.
- فشل محادثات السلام كعامل ضغط إضافي:
- أدى تعثر المفاوضات السياسية إلى تبدد التوقعات المبكرة حول إمكانية عودة سريعة لإمدادات النفط الروسية الكاملة إلى الأسواق العالمية، مما دعم الاتجاه الصعودي وحصر حركة الأسعار في نطاق يتأثر بالأحداث العسكرية الميدانية بدلاً من الحلول الدبلوماسية.
- تأثير التهديدات الانتقامية على أسعار الشحن والتأمين:
- تهديدات موسكو برد متصاعد يشمل استهداف سفن الدول الداعمة لأوكرانيا يضيف طبقة أخرى من المخاطر على سلاسل الإمداد البحري العالمية، مما قد يؤدي مستقبلاً إلى ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، وهو ما ينعكس بدوره كعامل داعم لأسعار الخام.
التوقعات والسيناريوهات المحتملة:
- الوضع الراهن: يبدو أن السوق قد بدأ في تسعير حالة من التوتر المستمر، حيث تعوض المضاربة على نقص الإمدادات المحتمل المخاوف الأوسع بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي والطلب.
- المسار التصاعدي: قد تستمر الأسعار في اكتساب الزخم إذا:
- أدت الهجمات إلى تعطيل فعلي ومستمر للإمدادات.
- تصاعدت التهديدات للملاحة البحرية في مناطق حيوية.
- أظهرت بيانات المخزونات العالمية انخفاضاً أكبر من المتوقع.
- المخاطر الهبوطية: قد يتعرض السعر لضغوط تصحيحية إذا:
- ظهرت مؤشرات قوية على تراجع الطلب العالمي.
- نجحت وساطات دولية في تخفيف حدة التوتر وفتح قنوات اتصال.
- زادت الإنتاجية من مصادر بديلة (مثل الولايات المتحدة أو منظمة “أوبك+”) لتعويض أي نقص محتمل.
تعكس تحركات السوق الحالية حساسية أسعار النفط القصوى لمخاطر العرض في ظل بيئة جيوسياسية متوترة. في المدى القصير، يبدو أن عامل المخاطر الجيوسياسية يطغى على اعتبارات أساسيات السوق (العرض والطلب)، مما يحول دون هبوط حاد في الأسعار ويبقيها قابلة للقفز عند أي تصعيد جديد. يستمر تداول النفط كمؤشر مالي وسياسي مركب، تعكس تحركاته صراعاً بين مخاوف الشح المحتمل ومخاطر ضعف الطلب العالمي.



















