أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إحراز تقدم في المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة بين موسكو وكييف، مشيرًا إلى أن روسيا قدمت “تنازلات مهمة” مع تضاؤل نقاط الخلاف المتبقية. ويأتي هذا التطور في وقت تراقب فيه الأسواق العالمية أي بوادر لخفض التصعيد العسكري في شرق أوروبا لما لذلك من انعكاسات مباشرة على أسعار الطاقة، وتدفقات رأس المال، ومستويات المخاطر الجيوسياسية.
تراجع عن الموعد النهائي وتزايد التفاؤل الأمريكي
وقال ترامب إنه يتراجع عن الموعد النهائي الذي حدده سابقًا لأوكرانيا للموافقة على خطة السلام الأمريكية، مؤكدًا: “الموعد النهائي بالنسبة لي هو عندما يُنجز الأمر”.
وأوضح في تصريحات نُشرت على منصة “تروث سوشيال” أن المفاوضين الأمريكيين باتوا قريبين من الوصول إلى تفاهمات مبدئية بين الجانبين الروسي والأوكراني، رغم استمرار الهجمات الصاروخية على كييف والتي أثارت تشككًا في الموقف الأوروبي.
قنوات اتصال رفيعة المستوى
أعلن ترامب أن مبعوثه ستيف ويتكوف سيعقد اجتماعًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، بمشاركة جاريد كوشنر، في خطوة يرى الخبراء أنها قد تعجّل بالوصول لاتفاق أو على الأقل تهدئة ميدانية.
كما أبدى ترامب رغبته في جمع بوتين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عند الوصول إلى اتفاق نهائي أو في المراحل الحاسمة من المحادثات.
مقترحات متباينة بين واشنطن وأوروبا
كانت الولايات المتحدة قد طرحت مقترحًا لإنهاء الحرب يتضمن تنازل أوكرانيا عن مزيد من الأراضي وتقليص حجم قواتها العسكرية، إلى جانب فرض قيود على انضمامها إلى الناتو.
وفي المقابل، قدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا خطة بديلة تتضمن تعديلات جوهرية، خصوصًا ما يتعلق بالاعتراف بالسيطرة الروسية على مناطق أوكرانية.
هذا التباين في المواقف بين الحلفاء الغربيين يعكس حالة عدم التوافق بشأن الشكل النهائي للتسوية، ما يضيف مزيدًا من عدم اليقين إلى المشهد الجيوسياسي.
تداعيات ميدانية تؤثر على الأسواق
تزامنت هذه التصريحات مع إعلان روسيا تقدمها العسكري في شرق أوكرانيا وسيطرة قواتها على بلدات تصفها بـ”الاستراتيجية”، وهو ما أقرّت به كييف التي تطالب بمزيد من الدعم العسكري الغربي لوقف التوسع الروسي.
قراءة اقتصادية
تُعد أي خطوات نحو تهدئة الصراع الروسي–الأوكراني عاملًا مهمًا في تهدئة الأسواق العالمية، حيث قد يؤدي:
- إلى انخفاض في أسعار الطاقة، خاصة الغاز والنفط.
- إلى تراجع المخاطر الجيوسياسية التي تثقل كاهل الأسواق الأوروبية.
- إلى تحسن شهية المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر.
- إلى تخفيف ضغوط سلاسل التوريد العالمية.
ومع ذلك، فإن استمرار الخلافات بين واشنطن والأطراف الأوروبية، إلى جانب التطورات الميدانية، يجعل المشهد مفتوحًا على احتمالات متعددة.



















