شهدت أسواق العملات المشفرة موجة ضعف حادة خلال الأسابيع الأخيرة، في أعقاب ما وصفه بنك سيتي بأنه أكبر عملية تصفية للمراكز ذات الرافعة المالية في تاريخ القطاع، نتيجة تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وأوضح البنك في تقرير حديث أن تهديد واشنطن بفرض تعريفات جمركية ثلاثية الأرقام على بكين وتشديد ضوابط تصدير البرمجيات أدّيا إلى عمليات بيع مكثفة في السوق، بلغت قيمتها نحو 19 مليار دولار في يوم واحد بتاريخ 10 أكتوبر، وهو رقم يفوق تسع مرات حجم التصفية المسجلة في فبراير الماضي.
وانخفضت البيتكوين – أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية – بأكثر من 20% من ذروتها التاريخية البالغة 126 ألف دولار مطلع أكتوبر، لتدخل بذلك مرحلة السوق الهابطة وتسجّل أول خسارة شهرية منذ عام 2018، رغم استمرار مكاسب مؤشرات الأسهم بدعم من زخم الذكاء الاصطناعي.
وأشار التقرير إلى أن تراجع الحماس نحو أسهم التكنولوجيا وتزايد المخاوف بشأن تقييماتها المرتفعة أثرا سلباً على شهية المخاطرة في الأصول الرقمية، ما أدى إلى ضعف إضافي في الطلب على البيتكوين.
كما كشفت بيانات CoinGlass عن تصفية مراكز بقيمة 1.27 مليار دولار في وقت سابق من الأسبوع الحالي، معظمها من المراكز الطويلة التي راهنت على استمرار ارتفاع الأسعار.
ويرى محللو سيتي، ومنهم أليكس سوندرز وناثانيال روبرت، أن السوق تشهد انخفاضاً تدريجياً في عدد كبار حاملي البيتكوين (الحيتان) مقابل زيادة في المحافظ الصغيرة، ما يعكس انتقال السيولة من المستثمرين الكبار إلى الأفراد.
وأضاف التقرير أن تراجع معدلات التمويل وانخفاض البيتكوين دون متوسطه المتحرك لـ200 يوم يشيران إلى ضعف الزخم الفني، محذرين من أن استمرار غياب تدفقات قوية نحو صناديق المؤشرات المتداولة الفورية (Spot ETFs) سيُبقي الضغوط على الأسعار في المدى القريب.
وختم البنك بالقول إن مرحلة التبني المؤسسي للعملات الرقمية ما زالت في بدايتها، لكن تحول معنويات المستثمرين يعتمد بدرجة كبيرة على استقرار الأسواق وعودة تدفقات رؤوس الأموال طويلة الأجل.



















