سجّل الدولار الأمريكي ارتفاعًا أمام معظم العملات الأوروبية يوم الخميس مدعومًا بتفاؤل المستثمرين حيال احتمال التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، وبترقّب الأسواق لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقرر عقده في وقت لاحق من اليوم.
وفي خطاب ألقاه في كوريا الجنوبية قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ثقته في أن الجانبين يقتربان من التوصل إلى “صفقة رائعة” تصب في مصلحة الطرفين. وأشارت مصادر لوكالة رويترز إلى أن شركة COFCO الصينية الحكومية اشترت ثلاث شحنات من فول الصويا الأمريكي خلال الأسبوع الجاري، في إشارة جديدة على تحسّن الأجواء التجارية بين البلدين.
وأضاف ترامب أن بلاده قد تخفّض الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية مقابل التزام بكين بالحدّ من صادرات المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع مخدر الفنتانيل.
وقال بارت واكابايشي، مدير فرع بنك State Street في طوكيو، إن “ارتفاع الدولار الحالي يعكس ارتياح الأسواق بعد فترة طويلة من الضغوط الناتجة عن الرسوم الجمركية”. وأوضح أن “العملة الأمريكية كانت قد تعرضت لموجة بيع مكثفة، ما يجعل هذا الارتداد أمراً طبيعياً، وإن كان مبالغاً فيه بعض الشيء”.
وانخفض اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.1628 دولار، متوقفًا عن سلسلة مكاسب دامت خمسة أيام، فيما ارتفع الدولار 0.4% أمام الفرنك السويسري إلى 0.7969، مبتعدًا عن أدنى مستوياته منذ سنوات.
ترقّب لاجتماع الفيدرالي الأمريكي
تتجه أنظار الأسواق إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي اليوم، وسط توقعات بأن يُقدم البنك المركزي على خفض أسعار الفائدة مجددًا، في ظل مؤشرات على تباطؤ سوق العمل. وتشير تسعيرات السوق إلى احتمال تنفيذ خفض إضافي للفائدة في ديسمبر، مع خفضين آخرين محتملين بحلول يوليو من العام المقبل.
ويرقب المستثمرون تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول لمعرفة ما إذا كانت ستغيّر من تلك التوقعات، خصوصاً في ظل غياب بيانات اقتصادية جديدة مؤثرة.
ومن المتوقع أن يُبقي كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعاتهما المقررة غدًا الخميس.
وسجّل الين الياباني انخفاضًا طفيفًا إلى 152.31 ين للدولار، بعد ارتفاع مؤقت أعقب تصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت على منصة X، أكد فيها أن “سماح الحكومة اليابانية لبنك اليابان بمساحة كافية في سياسته سيكون مفتاحاً لاستقرار التوقعات التضخمية وتجنّب تقلبات حادة في سعر الصرف”.
تحركات الإسترليني والدولار الأسترالي
تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.45% إلى 1.3198 دولار، وهو أدنى مستوى في نحو ثلاثة أشهر، مع تنامي التوقعات بأن يُقدم بنك إنجلترا على خفض الفائدة خلال اجتماعه المقبل. وأشارت مؤسسة غولدمان ساكس إلى أنها تتوقع خفضًا للفائدة الشهر المقبل، بعدما كانت تستبعد أي تيسير نقدي هذا العام.
كما هبط الإسترليني إلى أضعف مستوياته منذ أكثر من عامين أمام اليورو، وإلى أدنى مستوى أمام الفرنك السويسري منذ سبتمبر 2022.
أما الدولار الأسترالي فقد ارتفع بنسبة 0.22% إلى 0.6600 دولار أمريكي، مستفيدًا من بيانات التضخم الفصلية التي جاءت أعلى من التوقعات، ما قلّل احتمالات خفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الأسترالي الأسبوع المقبل أو حتى في اجتماعه المقرر في ديسمبر.
وقالت لوسي إيليس، كبيرة الاقتصاديين في Westpac، إن “نتائج التضخم المفاجئة تجعل من غير المؤكد ما إذا كان البنك سيحتاج إلى خفض الفائدة في فبراير المقبل، إذ تشير البيانات إلى أن التضخم ما زال أكثر صلابة مما كان متوقعًا”.



















