سجلت معظم العملات الآسيوية ارتفاعًا في تداولات الاثنين، مدعومة بموجة تفاؤل في الأسواق عقب إعلان الولايات المتحدة والصين عن إطار أولي لاتفاق تجاري مرتقب، في وقت تراجع فيه الدولار الأمريكي مع تزايد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيُقدم على خفض جديد في أسعار الفائدة هذا الأسبوع.
ورغم التحسن العام في عملات المنطقة، بقي الين الياباني تحت الضغط، متراجعًا في ظل توقعات بأن بنك اليابان سيتريث في رفع أسعار الفائدة مجددًا، خاصة مع الموقف الحذر الذي تتبناه رئيسة الوزراء الجديدة ساناي تاكايتشي، والتي يُرجح أن تميل نحو مزيد من السياسات المالية التوسعية. ولم تستفد العملة اليابانية كثيرًا من بيانات التضخم القوية، حيث صعد زوج الدولار/ين (USD/JPY) بنسبة 0.1% مقتربًا من أعلى مستوى له منذ تسعة أشهر.
وتستعد الأسواق أيضًا لاجتماع بنك اليابان في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وسط ترقب لتوجهاته المستقبلية.
أما في الصين، فقد ارتفع اليوان بعد أن خفّض زوج الدولار/يوان (USD/CNY) بنسبة 0.1%، مستفيدًا من تثبيت قوي لنقطة المنتصف من بنك الشعب الصيني، ومن الأخبار الإيجابية المتعلقة بالمحادثات التجارية بين بكين وواشنطن.
وأعلنت العاصمتان خلال عطلة نهاية الأسبوع عن اتفاق إطار للتجارة سيتم البناء عليه خلال لقاء مرتقب بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ في كوريا الجنوبية، ما خفّف من مخاوف الأسواق بشأن تصعيد جديد في التوترات التجارية التي سادت مطلع أكتوبر.
وخلال الاجتماعات الجانبية لقمة آسيان في ماليزيا، ناقش المسؤولون من الجانبين خطوات تشمل تجميد أي زيادات في الرسوم الجمركية وتقليص قيود تصدير المعادن النادرة، وهو ما عزز شهية المخاطرة في الأسواق الآسيوية.
كما ارتفع الدولار التايواني بانخفاض زوج USD/TWD بنسبة 0.3%، بينما صعد الدولار الأسترالي 0.3% مقابل نظيره الأمريكي، وتراجع زوج الدولار/دولار سنغافوري (USD/SGD) بشكل طفيف. في حين انخفض زوج الدولار/وون كوري (USD/KRW) بنسبة 0.5%، واستقر الدولار/روبية هندية (USD/INR) قرب مستوى 87 روبية.
الدولار يتراجع قبيل الفيدرالي
تراجع مؤشر الدولار والعقود الآجلة المرتبطة به في التعاملات الآسيوية، متأثرًا ببيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أضعف قليلًا من التوقعات، مما عزز الرهانات على خفض جديد في أسعار الفائدة.
وتشير توقعات الأسواق – وفق أداة CME FedWatch – إلى احتمال يقارب 99.6% بأن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه هذا الأسبوع.
ويرى المحللون أن أي خفض إضافي للفائدة الأمريكية سيزيد من الضغوط على الدولار، في حين يجذب رؤوس الأموال نحو العملات الآسيوية ذات العائد الأعلى، مما يعزز أدائها في المدى القصير.
ومع ترجيح أن قرار الخفض بات محسومًا، تتجه الأنظار إلى تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول بحثًا عن إشارات جديدة حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية الأمريكية.



















