حقق مؤشر نيكي الياباني قفزة تاريخية يوم الاثنين، بعدما اخترق مستوى 50,000 نقطة لأول مرة في تاريخه، مدفوعًا بتزايد التفاؤل حيال تقدم المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب الزخم القوي القادم من وول ستريت. وارتفع المؤشر القياسي بأكثر من 2%، بينما صعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا بنسبة 1.61%.
ويأتي هذا الأداء القوي قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى اليابان، حيث من المنتظر أن تلتقيه رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي لمناقشة قضايا اقتصادية واستراتيجية مشتركة.
وفي مذكرة بحثية، قالت شركة كريدي أغريكول CIB إن تاكايشي من المتوقع أن تطرح خلال اللقاء رؤية اقتصادية تقوم على توسيع الطلب المحلي عبر سياسة “الاقتصاد عالي الضغط”، مشيرة إلى أن هذه السياسة قد تساعد اليابان على الخروج من الركود الانكماشي الهيكلي، وفي الوقت نفسه تُسهم في تقليص العجز التجاري الأميركي، وهو ما يمثل مكسبًا للطرفين.
مكاسب واسعة في الأسواق الآسيوية
امتد الزخم الإيجابي إلى بقية الأسواق الآسيوية، حيث قفز مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 2.1% متجاوزًا حاجز 4,000 نقطة لأول مرة، بينما ارتفع مؤشر كوسداك للشركات الصغيرة بنسبة 1.45%. وفي هونغ كونغ، صعد مؤشر هانغ سنغ بنسبة 1.15%، كما ارتفع مؤشر CSI 300 في البرّ الصيني بنسبة 0.83%.
أما في أستراليا، فقد صعد مؤشر ASX/S&P 200 بنسبة 0.54% في التعاملات المبكرة، مستفيدًا من موجة التفاؤل الإقليمية.
وشهد قطاع الترفيه الكوري نشاطًا ملحوظًا، حيث قفز سهم وكالة “هايب” بنحو 10% بعد تقارير أفادت بأن فرقة BTS تستعد لإطلاق جولة عالمية تشمل 65 مدينة، نصفها في أميركا الشمالية.
التفاهم التجاري يدعم المعنويات
وجاءت المكاسب مدعومة بتقارير إعلامية أشارت إلى أن كبار المفاوضين التجاريين من الولايات المتحدة والصين توصلوا إلى إطار اتفاق أولي يعالج عدداً من القضايا الخلافية، تمهيدًا لتوقيع تفاهم رسمي خلال لقاء مرتقب بين ترامب وشي جين بينغ.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في تصريحات لشبكة CBS News إن الرسوم الجمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية أُزيلت فعليًا من الطاولة، مشيرًا إلى أن الصين ستزيد مشترياتها من فول الصويا، وتؤجل فرض قيود على صادرات المعادن الأرضية النادرة، بينما ستبقي الولايات المتحدة على ضوابط التصدير الحالية دون تشديد إضافي.
وول ستريت تمنح الأسواق دفعة إضافية
وفي ختام الأسبوع الماضي، أنهت المؤشرات الأميركية الثلاثة الرئيسية تعاملاتها عند مستويات قياسية، بعدما عززت بيانات التضخم المعتدلة توقعات استمرار الاحتياطي الفيدرالي في سياسة خفض أسعار الفائدة لدعم النمو الاقتصادي.
وصعد مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 472.51 نقطة (+1.01%) ليغلق عند 47,207.12 نقطة في أول إغلاق فوق مستوى 47 ألف نقطة في تاريخه. كما ارتفع ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.79% إلى 6,791.69 نقطة، وناسداك المركب بنسبة 1.15% إلى 23,204.87 نقطة.
ترقب لاجتماع الفيدرالي ونتائج التكنولوجيا
ويركز المستثمرون العالميون هذا الأسبوع على اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وسط توقعات قوية بخفض جديد لمعدلات الفائدة، إضافة إلى نتائج أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى، التي قد تشكل محركًا رئيسيًا لاتجاهات الأسواق في الفترة المقبلة.



















