تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بشكل متباين يوم الخميس، في ظل حالة من الترقب بين المستثمرين لنتائج الشركات الكبرى، وعلى رأسها إنتل، بينما خيبت تسلا التوقعات بأرباح أقل من تقديرات المحللين، لتتراجع أسهمها في تداولات ما بعد الإغلاق.
العقود الآجلة الأمريكية تتحرك في نطاق ضيق
بحلول الساعة 09:55 صباحًا بتوقيت السعودية، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بنحو 36 نقطة أو 0.1%، بينما ارتفعت عقود S&P 500 بـ 0.2%، وصعدت عقود ناسداك 100 بنسبة 0.3%، في إشارة إلى تداولات حذرة بعد تراجع المؤشرات الرئيسية في وول ستريت خلال جلسة الأربعاء.
وتأثرت الأسواق بخسائر حادة في أسهم نيتفليكس التي هبطت أكثر من 10% عقب نتائج أرباح مخيبة، بالإضافة إلى تراجع Texas Instruments بنسبة 5.6% بعد إصدار توقعات ضعيفة للإيرادات والأرباح.
ورغم ذلك، لا يزال موسم أرباح الربع الثالث يظهر صلابة ملحوظة، إذ تجاوزت نحو 86% من الشركات المعلنة حتى الآن توقعات المحللين، وفق بيانات LSEG، مع نمو متوقع لأرباح مؤشر S&P 500 بنسبة 9.3% على أساس سنوي.
تسلا تخيب آمال المستثمرين بأرباح ضعيفة
انخفض سهم تسلا بأكثر من 3% في تداولات ما بعد الإغلاق، بعد أن أعلنت الشركة عن أرباح دون التوقعات للربع الثالث، رغم نمو المبيعات.
سجلت الشركة ربحية معدلة للسهم عند 0.50 دولار، مقابل توقعات عند 0.54 دولار، وإيرادات بلغت 28.1 مليار دولار مقارنة بـ 26.22 مليار دولار المتوقعة.
وزادت تسليمات تسلا بنسبة 7% إلى 497,098 سيارة على أساس سنوي، مدعومة بالطلب القوي قبل انتهاء الإعفاء الضريبي الأمريكي بقيمة 7,500 دولار للسيارات الكهربائية. إلا أن ارتفاع التكاليف التشغيلية وتراجع الهوامش ألقى بظلاله على الأداء المالي.
وبلغ الهامش الإجمالي باستثناء الاعتمادات التنظيمية نحو 17%، مستقرًا تقريبًا مقارنة بالعام الماضي.
وقال توماس مونتيرو، المحلل الأول في Investing.com:
“تأثرت هوامش تسلا سلبًا بالتعريفات الجمركية وارتفاع تكاليف المواد، إلى جانب تحديات في إدارة المخزون، وهو ما يضغط على نموذجها المالي في المدى القصير.”
إنتل تحت المجهر قبل إعلان نتائجها
تتجه الأنظار إلى إنتل (Intel)، التي من المقرر أن تعلن نتائجها بعد إغلاق السوق اليوم، وسط توقعات بأداء مالي متواضع.
ورغم انتعاش السهم مؤخرًا بعد عمليات ضخ رأسمال جديدة من شركات مثل Nvidia وSoftBank، إضافة إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نية حكومته الاستحواذ على 10% من الشركة، إلا أن التحديات ما زالت قائمة.
إنتل تواصل مواجهة صعوبات في سباق الذكاء الاصطناعي، متأخرة عن منافسين كبار مثل Nvidia وAMD، بينما تعاني وحدة التصنيع التعاقدي لديها من ضعف أمام TSMC التايوانية الرائدة.
ويتوقع المحللون أن تحقق الشركة أرباحًا شبه متعادلة في الربع الثالث، مع انخفاض المبيعات بنسبة 1.2% إلى 13.12 مليار دولار.
Beyond Meat تتراجع بعد موجة “أسهم الميم”
هبط سهم Beyond Meat بأكثر من 11% في تداولات ما بعد الإغلاق، بعد ارتفاع استثنائي تجاوز 450% خلال الأسبوع الجاري، مدفوعًا بمضاربات من متداولي التجزئة.
ورغم إعلان الشركة عن توسيع توزيع منتجاتها في متاجر وول مارت، إلا أن المستثمرين ما زالوا قلقين بشأن ضعف المبيعات، وتسريح العمالة، والضغوط المالية.
وكان السهم قد أغلق جلسة الأربعاء عند 3.58 دولار، بعد أن شهد تداولًا مكثفًا بلغ نحو ملياري سهم في يوم واحد.
واشنطن تفرض عقوبات على عمالقة النفط الروسي
في تطور جيوسياسي بارز، أعلن الرئيس دونالد ترامب فرض عقوبات أمريكية جديدة على شركتي النفط الروسيتين لوك أويل (Lukoil) وروسنفت (Rosneft)، متهمًا موسكو بعدم الجدية في التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع الأوكراني.
وأوضح وزير الخزانة سكوت بيسنت أن العقوبات تستهدف الحد من تمويل ما وصفه بـ “آلة الحرب الروسية”، مؤكدًا أن بلاده مستعدة لاتخاذ خطوات إضافية عند الحاجة.
العقوبات الجديدة أثارت مخاوف بشأن نقص المعروض النفطي العالمي، مما دفع أسعار النفط للارتفاع بأكثر من 3%.
حيث صعد خام برنت إلى 64.67 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 60.50 دولارًا للبرميل.
نظرة مستقبلية: حذر في الأسواق رغم زخم الأرباح
يرى محللون أن الأسواق الأمريكية تمر بمرحلة حاسمة، إذ تتأرجح بين دعم أرباح الشركات القوية من جهة، وتزايد التوترات التجارية والعقوبات الجيوسياسية من جهة أخرى.
ومع ترقب المستثمرين لنتائج شركات التكنولوجيا الكبرى وتطورات العلاقات الأمريكية-الصينية، تبقى اتجاهات السوق قصيرة المدى رهينة الأخبار، في حين أن زخم الأرباح يمنح الأسهم بعض الدعم المؤقت.
