تحولت أسعار الذهب إلى الارتفاع خلال تعاملات الخميس 23 أكتوبر، بعد موجة خسائر حادة في الجلسة السابقة، وسط ترقب حذر في الأسواق لصدور بيانات التضخم الأميركية التي ستصدر يوم الجمعة، بعدما تأجلت بسبب الإغلاق الحكومي المستمر في الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يُظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) أن التضخم الأساسي استقر عند 3.1% في سبتمبر، ما قد يعزز التوقعات بأن الاحتياطي الفدرالي الأميركي سيتجه نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل.
الإغلاق الحكومي الأميركي يضغط على الأسواق
دخل الإغلاق الحكومي في يومه الثاني والعشرين، ليصبح ثاني أطول إغلاق في تاريخ الولايات المتحدة. وإذا استمر حتى الرابع من نوفمبر، فسيساوي أطول فترة إغلاق حكومي شهدتها البلاد على الإطلاق، والتي بلغت 35 يومًا.
هذا الشلل الجزئي في مؤسسات الدولة زاد من الضبابية السياسية والاقتصادية، مما دعم الإقبال على الملاذات الآمنة وفي مقدمتها الذهب.
الفائدة في بؤرة الاهتمام
يراهن المستثمرون على أن الفدرالي الأميركي سيخفض معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، في ظل تباطؤ النمو واستقرار التضخم. ويُعد هذا التوجه داعمًا قويًا للمعدن النفيس، إذ تقل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب عندما تنخفض الفائدة، كونه أصلًا لا يدر عوائد.
أداء لافت منذ بداية العام
رغم التقلبات الأخيرة، يواصل الذهب أداءه المتميز منذ بداية 2025، حيث ارتفع بأكثر من 56% حتى الآن، مسجلًا أعلى مستوى تاريخي عند 4,381.21 دولارًا للأونصة يوم الاثنين الماضي. وجاء هذا الصعود مدعومًا بمزيج من التوترات الجيوسياسية، والمخاوف الاقتصادية، واستمرار مشتريات البنوك المركزية حول العالم.
حركة الأسعار
ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.9% إلى 4,102.1 دولار للأونصة، بينما استقر السعر الفوري عند 4,090.34 دولار.
ومع ترقب بيانات التضخم غدًا، تبقى أنظار المستثمرين معلقة على إشارة واحدة من الفدرالي قد تحدد اتجاه الذهب في المرحلة المقبلة — هل يواصل المعدن الأصفر رحلته نحو قمم جديدة، أم يبدأ مرحلة تصحيح مؤقتة؟