ارتفع الدولار الأمريكي بشكل طفيف خلال تعاملات الاثنين، مستعيدًا جزءًا من خسائره التي تكبدها الأسبوع الماضي، وسط ترقب الأسواق لبيانات تضخم أمريكية هامة ومخاوف مستمرة بشأن أوضاع البنوك الإقليمية في الولايات المتحدة.
ففي تمام الساعة 11:15 صباحًا بتوقيت نيويورك، ارتفع مؤشر الدولار –الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية– بنسبة 0.1% ليسجل 98.27 نقطة، بعد أن تكبد الأسبوع الماضي أكبر خسارة أسبوعية منذ أواخر يوليو.
الأنظار تتجه إلى بيانات الأسعار
يترقب المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) لشهر سبتمبر يوم الجمعة المقبل، والتي ستصدر رغم استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية. وتشير توقعات الأسواق إلى ارتفاع المؤشر الأساسي بنسبة 0.3% على أساس شهري، وهو ما قد يعزز الرهانات على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفدرالي الأسبوع المقبل.
ورغم هذا التعافي المحدود، ما زال الحذر يخيّم على الأسواق، خصوصًا بعد تقارير أظهرت مشكلات ائتمانية لدى مصرفي زيونز وويسترن أليانس بانكورب، ما أعاد التركيز إلى هشاشة بعض البنوك الإقليمية.
وقال محللون في بنك ING إن “مخاوف جودة الائتمان في الولايات المتحدة لا تزال محور اهتمام أسواق العملات”، مضيفين أن أي دلائل على أن مشاكل الإقراض لا تمتد إلى النظام المصرفي الأوسع قد تمنح الدولار بعض الدعم، لكنها لن تمحو القلق تمامًا بشأن صحة الائتمان الأمريكي.
استقرار في اليورو والجنيه الإسترليني
في المقابل، استقر اليورو عند مستوى 1.1659 دولار مرتفعًا بنحو 0.1%، بعد أن هدأت الأوضاع السياسية في فرنسا عقب نجاة رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو من تصويتي حجب الثقة. ومع ذلك، تظل التحديات قائمة بعد أن خفضت وكالة ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني لفرنسا من AA- إلى A+ في خطوة مفاجئة.
وفي ألمانيا، أظهرت بيانات انخفاض أسعار المنتجين بنسبة 0.1% على أساس شهري في سبتمبر، و1.7% على أساس سنوي، مما يشير إلى استمرار ضعف الضغوط التضخمية في أكبر اقتصاد أوروبي.
أما الجنيه الإسترليني، فقد تراجع بنحو 0.1% إلى 1.3421 دولار، مع بقاء التداولات هادئة قبل إعلان ميزانية نوفمبر، التي يتوقع أن تكشف عن توجهات مالية حاسمة قد تؤثر في توقعات النمو والسياسة النقدية لبنك إنجلترا.
الين الياباني يتراجع مع توقعات سياسية جديدة
وفي آسيا، ارتفع زوج الدولار/ين بنسبة 0.1% إلى 150.81، مع ضعف الين الياباني في ظل توقعات بتعيين ساناي تاكايتشي، زعيمة الحزب الديمقراطي الليبرالي، رئيسة للوزراء. وتُعرف تاكايتشي بميلها إلى السياسات المالية التوسعية، ومن المتوقع أن تدعم استمرار الظروف النقدية الميسّرة وتعارض أي رفع إضافي لأسعار الفائدة من قبل بنك اليابان في اجتماعه المقبل.
نظرة عامة
بشكل عام، تتحرك الأسواق العالمية بحذر قبيل أسبوع مزدحم بالبيانات والتصريحات الاقتصادية، حيث يسعى المستثمرون إلى تقييم مدى قوة الاقتصاد الأمريكي وقدرة البنوك المركزية على تحقيق توازن بين مكافحة التضخم ودعم النمو، في وقت تتزايد فيه مؤشرات التباين بين الاقتصادات الكبرى.